الخميس، 26 مارس 2009

عشق بلابداية ولانهاية


عشق أتى - قبل الوجود وعاش في الدنيــا قرونا قبلنــا

و تقابلت أشواقنا وتصافحت أعمـارنا وتعانقت روحـانا

وتوقـدت أشواقنــا وتوهجت ومضت لتحكي سرنا وهوانا

إحدى الشاعرات المرهفات الحس امتلأ فؤادها بعشق روحاني لاحدود له فتخيلت أنه خُلق قبل أن توجد هي .... وربما يكون الأمر كذلك .. فالأرواح موجودة قبلنا وتبقى بعد فنائنـأ ...ومن يدري فقد تكون الأرواح التقت في عالمها بمن تحب وتهوى وتآلفت معه قبل أن تحط الأ{واح رحالها في الأجساد .... وتستسلم لمصيرها حيث تكون مرتبطة بالمكان الذي أوجدت فيه .... فلا يتاح لها التعرف على الأرواح التي تآلفت معها في عالم الغيب قبل الحلول في الجسد والتعود على أسره ومطالباته ونزعاته .
كم من الأرواح استطاعت أن تجد إلفها وتهنأ بالعيش معه في عالم الأحياء ...!.....
ربما تكون هناك أمور نادرة وغريبة تجمع بين الأرواح التي تحب وتألف وتشتاق وتحن إلى نصفها المفقود ..... وليس كل الأرواح ؛ فهناك أرواح تظل تبحث وتبحث ولاتجد ماتبحث عنه .... وقد يكون نصيبها أن تعود إلى عالم الخلود لتجد توأمها هناك ينتظرها ليكون التواصل الدائم الذي لاينتهي بوداع وانفصال ..... وماعلى تلك الأرواح إلا التصبٌّر والإنتظار حتى يحين موعد الرحيل عن عالم الفناء بآلامه وأحزانه ومتاعبه .
تعزية لابد منها لكل تلك الأرواح النقية الطاهرة التي تعيش دون أمل في لقاء محبوب تشتاق إليه وتحلم بوجوده معها ....

وحانت ساعة الوداع


لما أناخــوا قبيل الصبح عيسهمُ ..

وحملوها وسـارت بالهـوى الإبلُ

يا حادي العيس عرّج كي أودعهم ..

يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ


ماأصعب الوداع ...! ماأقساه ...ماأشدٌّ ألمه .... !ولكنه أمرٌ لامحالة منه ....! نودع أحبتنا وقلوبنا تتمزق ...! وأرواحنا تكاد تتفتت لوعة وشجنا وشوقا..
أي فراق في العالم يهون إن كان الأمل في اللقاء موجود ... وهو موجود مادمنا ودام من نودعهم على ظهر الحياة ....
ولكن إن كان الفراق بلا أمل أو رجوع لأن من نجبهم غادرونا دون رجعة .... فذاك أقصى ماتلقاه النفس من أسى وحزن ... وأكثر مايجعل المرء يشعر بالغربة في الحياة ....
وماهي قيمة الحياة إن فقدنا الأحبة وفقدنا بفراقهم الدائم كل متعة في العيش وكل الفرح ...؟
أيها الغائبون عن العين أنتم في سويداءالقلب .... وفي حنايا الروح مسكنكم ... وسأبقى مابقي لي من العمر انتظر وأنتظر أن نلتقي ثانية بين يدي ربِّ رحيم .