الاثنين، 31 مايو 2010
الخميس، 13 مايو 2010
يسقط الوطن
يسقط الوطن
أبي الوطن
أمي الوطن
رائدنا حب الوطن
نموت كي يحيا الوطن
يا سيدي انفلقت حتى لم يعد
للفلق في رأسي وطن
ولم يعد لدى الوطن
من وطن يؤويه في هذا الوطن
أي وطن؟
الوطن المنفي..
أم الوطن؟!
أم الرهين الممتهن؟
أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كيف يموت ميت ؟
وكيف يحيا من أندفن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كلا .. سلمت للوطن !
خذه .. وأعطني به
صوتاً أسميه الوطن
ثقباً بلا شمع أسميه الوطن
قطرة أحساس أسميها الوطن
كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن
يا سيدي خذه بلا شيء
فقط
خلصني من هذا الوطن
* * *
أبي الوطن
أمي الوطن
أنت يتيم أبشع اليتم إذن
ابي الوطن
أمي الوطن
لا أمك أحتوتك بالحضن
ولا أبوك حن!
ابي الوطن
أمي الوطن
أبوك ملعون
وملعون أبو هذا الوطن!
* * *
نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن ؟
لابن زنى
يهتكه .. ثم يقاضيه الثمن ؟!
لمن؟
لإثنين وعشرين وباء مزمناً
لمن؟
لإثنين وعشرين لقيطاً
يتهمون الله بالكفر وإشعال الفتن
ويختمون بيته بالشمع
حتى يرعوي عن غيه
ويطلب الغفران من عند الوثن؟!
تف على هذا الوطن!
وألف تف مرة أخرى!
على هذا الوطن
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن !
من بعدنا تبقى الدواب والدمن
نحن الوطن !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!
..................
أحمد مطر
أبي الوطن
أمي الوطن
رائدنا حب الوطن
نموت كي يحيا الوطن
يا سيدي انفلقت حتى لم يعد
للفلق في رأسي وطن
ولم يعد لدى الوطن
من وطن يؤويه في هذا الوطن
أي وطن؟
الوطن المنفي..
أم الوطن؟!
أم الرهين الممتهن؟
أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كيف يموت ميت ؟
وكيف يحيا من أندفن ؟!
نموت كي يحيا الوطن
كلا .. سلمت للوطن !
خذه .. وأعطني به
صوتاً أسميه الوطن
ثقباً بلا شمع أسميه الوطن
قطرة أحساس أسميها الوطن
كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن
يا سيدي خذه بلا شيء
فقط
خلصني من هذا الوطن
* * *
أبي الوطن
أمي الوطن
أنت يتيم أبشع اليتم إذن
ابي الوطن
أمي الوطن
لا أمك أحتوتك بالحضن
ولا أبوك حن!
ابي الوطن
أمي الوطن
أبوك ملعون
وملعون أبو هذا الوطن!
* * *
نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن ؟
لابن زنى
يهتكه .. ثم يقاضيه الثمن ؟!
لمن؟
لإثنين وعشرين وباء مزمناً
لمن؟
لإثنين وعشرين لقيطاً
يتهمون الله بالكفر وإشعال الفتن
ويختمون بيته بالشمع
حتى يرعوي عن غيه
ويطلب الغفران من عند الوثن؟!
تف على هذا الوطن!
وألف تف مرة أخرى!
على هذا الوطن
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن !
من بعدنا تبقى الدواب والدمن
نحن الوطن !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!
..................
أحمد مطر
الأربعاء، 24 فبراير 2010
قصيدة الروح لابن سينا
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )...صدق الله العظيم.
عالم الأرواح سر من الأسرار التي لايطلع عليها غير مالك هذه الأرواح وحده ....... ولايعلم ماخفي منها إلا هو سبحانه ....... إنه عالم عجيب غامض وبعيد عن فهم البشر .....
وللعالم والطبيب الشهير (إبن سينا) قصيدة معروفة تحدَّث فيها عن الروح رمزا وبشكل فلسفي عميق.
هذه القصيدة المسماة بالعينية اشتهرت على نطاق واسعٍ ،وأطلقت الكثير من التفسيرات والتأملات حولها ... وأيضا المعارضات الشعرية من بعض الشعراء الكبار ...
والقصيدة فيها إشارات إلى سمو الروح وعلوها ، واستكانتها لسجن الجسد مرغمة حتى إذا حانت ساعة الرحيل انطلقت سعيدة محلقة في فضاءاتها الواسعة ...
وقد وصف فيها ابن سينا الروح أو كما سماها هو "النفس "...ووتصوره لأصل هذه النفس في امور ثلاث :
1. من أين جاءت النفس ( الروح )
2. علاقة النفس بالبدن
3. مصير النفس.
وتبدوالمسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما تكون قصيدته هذه هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأيه في المسائل الثلاث التي رصدها.
والقصيدة مكونة من4 أقسام. في الأبيات الأولى منها يصف هبوط الروح من عليائها إلى الجسد أوضح الإنساني،ويقول :
أنها جاءت من محل أرفع أي من مكان أعلى وأرقى وقدأتت رغما عنها وكارهة لذلك، ثم بعد وصولها تحل بالبدن وهي
كارهة... لكنها بعد ذلك تألف وجودها بالبدن، وتألف مسكنها الجديد ؛ لأنها نسيت عهودها السابقة وألفت البدن واستأنسته، ثم بعد ذلك تعود من حيث أتت وتنتهي رحلتها .و في القسم الأخير من
القصيدة يبدأ ابن سينا بالتساءل لماذا؟ ثم يجيب أنها هبطت لحكمة إلهية... هبطت وهي لا تعلم شيئا ولكنها تعود وهي عالمة بكل حقيقة ولو أنها لم تعش في هذا الجسد الأرضي إلا فترة.
وتكاد هذه القصيدة أن تكون هي الوحيدة في الشعر العربي التي تخصصت في الحديث عن الروح وسموها وترفعها .هاهي القصيدة بكل جمالها وتميزها وترفعها:
هبـطـت إليك من المحـل الأرفـع ورقـاءُ ذات تعـززٍٍ وتـمنـع
محجوبـــةعن كل مقـلةعـارفٍ وهي التي سفـرت ولم تـتبرقع
وصلت على كـرهٍ إليـك وربما كرهـت فراقـك وهي ذات تفـجٌـع
ألفـت وما سكنت، فلمَّـا واصلت ألفت مجاورة الخـراب البلـقع
وأظنَّـهـا نسيـت عهــوداً بالحـمى ومنـازلاً بفراقها لـم تـقـنـــع
حتى إذا اتصلت بهـاء هبوطهاعن ميـم مركزها بذات الأجـرع
علقت بهـا ثاءالثقيل فأصبحت بَيْنَ المَعَـالِمِ وَالطُّـلُولِ الخُـضَّـعِ
تبكـي وقد ذكرت عهوداً بالحمى بمدامــعٍ تـهمـي ولمَّا تقـلـــع
وتظـل ساجعـةً على الدِّمن التي درست بتكرار الرياح الأربـع
إذعاقهاالشرك الكثيف وصدهاقفص عن الأوج الفسيح المَرْبَع
حتى إذاقرب المسيرمن الحمى ودناالرحيل إلى الفضاءالأوسـع
سجعت وقدكُشِفَ الغطاءُفأبصرت ماليس يدركَ بالعيونِ الهجَّـع
وغـد ت مفارقة لكل مخـلّـفٍ عنهــا حليـف التُّرْبِ غير مُشَيِّــع
وبدت تُغرِّدُ فـوق ذروة شـاهـقٍ والعـلم يرفـع كل من لم يُرفـع
فلأي شيءِأُهبطت من شاهق ٍعالٍ إلى قعرالحضيض الأوضـع؟
إن كان أهبطـها الإلـهُ لحكمـةٍ طُويت على الفــذِّ اللبيـب الأروع
وهبوطها إن كان ضربــة لازبٍ لتكون ســامعــةً بما لم تسـمـع
وتعـود عالمـة بكل خـــفيَّـة في العـالميـن ، فخرقهــا لم يرقــع
وهي التي قطع الزمان طريقها حتى لقـد غربت بغيـر المطلـع
فكأنَّهـا بـرقٌ تألـَّـق بالحمـــى ثـمَّ انطــوى فكأنـَّـه لـم يلـمـــع
أنعم بردِّ جـواب مـا أنا ســائل عنــه فنـار العـلم ذات تشعشـعِ
عشق الروح
" وعشق الروح مالوش آخر ..لكن عشق الجسد فاني " ....... وفي عالم الأرواح تلتقي الأرواح وتحب بعضها البعض حبا نقيا خالصا من الشهوات والرغبات ..... حبًا يختلف عن مايعرفه عشاق المفاتن وطلاب المتعة حين يعشقون الأجساد قبل الأرواح.
ليس شرطا أن يكون المعشوق فاتنا أو ساحر الجمال .... لأن مايراه العاشق فيه لايراه البشر .... إنها الروح التي تتآلف مع روح أخرى وتلتحم بها .........
يقول ذلك المطرب بانفعال وحماس : روحي تحبك غصب عني تحبك ...
وقبله غنت المطربة المخضرمة : روحي وروحك حبايب من قبل دا العالم والله
وقبلهما ردَّد على أسماعنامطرب الجيل الماضي بصوت ونغمات تأسر القلب في تبتل وحنين : وعشق الروح مالوش آخر ........
ولاننسى ذات الصوت المخملي فيروز وهي تبوح لنا بحنينها إلى من لاتعرفه : أنا عندي حنين مابعرف لمين ....
إنه عشق الروح الذي هو أبقى وأرقى وأنقى أنواع الحب ..... قد لايعترف بذلك عشاق الجسد وطلاب المتعة العابرة من خلال علاقات يدعونها حبا ولكنها سرعان ماينطفيء الحب فيها وتعشش فيها العتمة .
وحين تعشق الروح شخصا غائبا أو حاضرا فإنها لاتطلب منه وصلا ولاتعاتبه على هجر ولاتفرض عليه أمرا أو تقيده بقيود الحب المألوفة التي يعاني منها العاشق والمعشوق في قصص الحب المألوفة ...
يكتفي عاشق الروح بأن يكون عاشقا فقط دون مطالب أو شهوات أو رغبات ..... حب نقي خالص من كل الشوائب ..
وقد تكون هناك أسباب تجعل العاشق يقنع من محبوبه بالنظر أو بالسماع أو بالمتابعة عن بعد ... حب ممنوع أو مستحيل أو غير مقبول .....
أسباب مثل أنف الشاعرالمسكين "سيرانو دي برجراك" في رواية الكاتب الفرنسي أدمون روستان .. أو قد تكون فقط الرغبة في تجربة هذا النوع من الحب والعيش مع عذاباته ومعاناته لصهر الروح وتنقيتها والإرتفاع بها عن مستوى البشر ..!
أهو أمرٌ غريب أن نحب شخصا دون أن نطمع في التواصل معه ... وماهو أكثر من مجرد التواصل ....... قد يكون ذلك غريبا على من اعتاد على التعامل بأحاسيسه البشرية ورغباته الجسدية ...... أما من سمت روحه وتعالت فوق الرغبات والشهوات العابرة فإنه يجد في هذا الحب الروحي لذة لاتعدلها لذة ..... إنه يتواصل مع من يحب بروحه .... حتى ولو لم يكن المحبوب مطلعا على عواطفه نحوه .... وهذا أصعب
أنواع الحب وأشده تعذيبا وإيلاما ... وياويل من كان محبوب روحه أمام عينيه ولايستطيع أن يبوح له بهواه لأن هناك موانع وحواجز تقوم بينه وبين هذا المحبوب .. حواجز دينية ... أخلاقية ... عرفية .... أي حواجز مانعة تحول بين المحب ومن يهوى ...
هناك نوع آخر من الحب الروحي ... وهو ذاك الذي يحب فيه المرء إنسانا لم يره ولم يعش معه .... ولايعرف حتى كيف يبدوشكلا ... إنه حب سماعي ....مثل ذاك الذي قال عنه الشاعر الكبير :
والأذن تعشق قبل العين أحيانا ...
بل ربما لايكون هناك حبٌ لشخصٍ بعينه وإنما مجرد صورة يتخيلها المحب .... أو يحس بوجودها في مكان غير محدد ....
مثل ماتغنى المطرب نفسه الذي تخيَّل حبيبا مجهولا يحبه دون أن يعرفه .... حبيبٌ خيالي يناجيه :
حبيبي باللي خيالي فيك .. ياللي حياتي حتكمل بيك
مين انت ما اعرفش ... فين انت ما اعرفــش
ما اعرفش امتى وفين حلاقيك ... حبيبي ... حبيبي
حبٌّ من هذا النوع الفريد هو وهمٌ جميل ... ولكنه يمنح العاشق الواهم مجالا يمارس فيه روحانيته ويملأ حياته بمشاعر سامية .... يعيش معها وقتا ممتعا في عالم جميل حتى ولو كان عالما من وهم .
آه ... أيتها الأرواح المتمازجة في عالم الطهر والصفاء ........ ماأجملك ...!...
حديث الروح
حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عنــــاء
هتفت به فطــار بلا جنــــــاحٍ
وشقَّ أنينه صــدر الفضــاء
ومعـــدنه ترابـــي ولــكن
جرت في لفظه لغــة السمــاء
لقد فاضت دموع العشق مني
حديثـــا كان علويَّ الـنــداء
وجــاوبت المجرة علّ طيفــا
سرى بين الكواكب في خفاء
وقال البــدر هذا قلب شـــاكٍ
يواصل شجوه عند المساء
*****
شكـواي أم نجــواي في هــذا الدجــى
ونجــــوم ليلـى حسّـدي أم عــوَّدي
أمسيت في الماضي أعيش كأنمـا
قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
والطــير صـــادحـــةٌ على أفنائهــا
تبكي الربــا بأنينــهــا المتـــجــدِّد
قد طال تسهيدي وطـال نشيدهــا
ومدامعي كالطلِّ في الغصن النـدى
فإلى متى صمتــي كأنــي زهــرة
خرساء لم ترزق براعــة منشـــد
*****
قيثـــــــارتي مُلِئت بأنات الجوى
لا بد للمكبــوت من فيضــــانِ
صعدت الى شفتي خواطر مهجتي
ليبين عنها منطقي ولســـاني
يشكو لك اللَّــهم قلب لم يعــش
إلا لحمــدِ علاك في الأكــــوانِ
...................
إنها الروح تئنُّ بشكواها ... وتجاهر بألمها ... تتأمل ماحولها بأسىً .. إنها روح الشاعر الملهم محمد إقبال تلك التي ترسل شكواها إلى الأرواح الأخرى التي تحس وتعاني وتتألم كألمها ... ثم لاتجد وسيلة لتخفيف المعاناة والألم سوى البوح والهتاف ... علّ هناك من يسمع ويشارك الشاكي ألمه الدخلي العميق الذي لايعرف له سببا معيَّنا ... وإنما هو ناتجٌ عن رهافة الروح.... الروح الشفافة التي تلتقط الألم وتتماهى معه حتى يصبح جزءا من وجودها وكينونتها .
لك الله أيتها الأرواح المعذَّبة التي لاتفارقها الآلام ولا تنفصل عنها المعاناة إلا حين تفر خارجة من أسر الجسد إلى عالم الروح الفسيح .
عشق بلا بداية ولانهاية
عشق أتى - قبل الوجود و عاش في الدنيا قرونا قبلنا
و تقابلت أشواقنا وتصافحت أعمارنا و تعانقت روحـانا
وتوقـدت أشواقنــا وتوهجت ومضت لتحكي سرنا وهوانا
إحدى الشاعرات المرهفات الحس امتلأ فؤادها بعشق روحاني لاحدود له فتخيلت أنه خُلق قبل أن توجد هي .... وربما يكون الأمر كذلك .. فالأرواح موجودة قبلنا وتبقى بعد فنائنـأ ...ومن يدري فقد تكون الأرواح التقت في عالمها بمن تحب وتهوى وتآلفت معه قبل أن تحط الأ{واح رحالها في الأجساد .... وتستسلم لمصيرها حيث تكون مرتبطة بالمكان الذي أوجدت فيه .... فلا يتاح لها التعرف على الأرواح التي تآلفت معها في عالم الغيب قبل الحلول في الجسد والتعود على أسره ومطالباته ونزعاته .
كم من الأرواح استطاعت أن تجد إلفها وتهنأ بالعيش معه في عالم الأحياء ...!.....
ربما تكون هناك أمور نادرة وغريبة تجمع بين الأرواح التي تحب وتألف وتشتاق وتحن إلى نصفها المفقود ..... وليس كل الأرواح ؛ فهناك أرواح تظل تبحث وتبحث ولاتجد ماتبحث عنه .... وقد يكون نصيبها أن تعود إلى عالم الخلود لتجد توأمها هناك ينتظرها ليكون التواصل الدائم الذي لاينتهي بوداع وانفصال ..... وماعلى تلك الأرواح إلا التصبٌّر والإنتظار حتى يحين موعد الرحيل عن عالم الفناء بآلامه وأحزانه ومتاعبه .
تعزية لابد منها لكل تلك الأرواح النقية الطاهرة التي تعيش دون أمل في لقاء محبوب تشتاق إليه وتحلم بوجوده معها ....
الصبر جميل
مختارات من آخر قصائد الشاعر مظفر النواب :
هي كلمات لاتحتاج تعليق أو شرح أو تدليل ... فهي التعليق والشرح وكل مفردات التفسيروالتحليل :
.......................
يا قارىء كلماتي بالعرضِ
وقارىء كلماتي بالطّولْ
لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ
إنّي معترفٌ بجنونِ كلاميبالجّملةِ والتّفصيلْ
ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً بالجّرحِ
وبالتّعديلْ وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ
خذها منّي تلكَ الكلماتُ
وصدّقها من دونِ دليلْ
بعثرها في عقلكَ..
لا بأسَ إن اختلطَ الفاعلُ بالفعلِ أو المفعولْ
الفاعلُ يفعلُ
والمفعولُ به يبني ما فعلَ الفاعلُ للمجهولْ
هذا تفكيرٌ عربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا أفعالٌ تبنى للمجهولْ
خُذ مثلاً ضاعتْ منّا القدسُ
وقامتْ دولةُ إسرائيلْ من المسؤول؟
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
خذ مثلاً دبّاباتٌ ستٌ في بغدادَ
ونشراتُ الأخبارِ تقولْ:سقطتْ بغدادُ
من المسؤولْ؟
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
خُذ مثلاً في الوطنِ العربيِّ
ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ
أمّا نحنُ البُسطاءُ فأفضلَ ما نفعل
أن نفرحَ حينَ يفيضُ النّيلْ
أن نحزنَ حين يغيضُ النّيلْ
أن نرقصَ في الأفراحِ ونبكي في الأتراحِ
ونؤمنَ أنَّ الأرضَ تدورُ بلا تعليلْ
والموتُ هنا مثل الفوضى
والرّيحِ يجيءُ بلا سببٍ
وبلا تعليلْ
والحربُ هنا حدثٌ ميتافيزيقي
فاعلهُ إنسانٌ مجهولْ
وضحيّتهُ أيضاً مجهولْ
هذا تفكيرٌعربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا أفعالٌ تبنى للمجهولْ
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ عفويٌ
مثل شروقِ الشّمسِ بديهيٌ مثل التّنزيلْ
أمرٌ مفروضٌ حتميٌ
وقضاءٌ مثل قضاءِ اللهِب لا تبديلْ
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
وعلينا أن نصبرَ دوماً
فالصّبرُ جميلْ
......
نعم الصبر جميل ... ولكن إلى متى ..؟؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)