حديث الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عنــــاء
هتفت به فطــار بلا جنــــــاحٍ
وشقَّ أنينه صــدر الفضــاء
ومعـــدنه ترابـــي ولــكن
جرت في لفظه لغــة السمــاء
لقد فاضت دموع العشق مني
حديثـــا كان علويَّ الـنــداء
وجــاوبت المجرة علّ طيفــا
سرى بين الكواكب في خفاء
وقال البــدر هذا قلب شـــاكٍ
يواصل شجوه عند المساء
*****
شكـواي أم نجــواي في هــذا الدجــى
ونجــــوم ليلـى حسّـدي أم عــوَّدي
أمسيت في الماضي أعيش كأنمـا
قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
والطــير صـــادحـــةٌ على أفنائهــا
تبكي الربــا بأنينــهــا المتـــجــدِّد
قد طال تسهيدي وطـال نشيدهــا
ومدامعي كالطلِّ في الغصن النـدى
فإلى متى صمتــي كأنــي زهــرة
خرساء لم ترزق براعــة منشـــد
*****
قيثـــــــارتي مُلِئت بأنات الجوى
لا بد للمكبــوت من فيضــــانِ
صعدت الى شفتي خواطر مهجتي
ليبين عنها منطقي ولســـاني
يشكو لك اللَّــهم قلب لم يعــش
إلا لحمــدِ علاك في الأكــــوانِ
...................
إنها الروح تئنُّ بشكواها ... وتجاهر بألمها ... تتأمل ماحولها بأسىً .. إنها روح الشاعر الملهم محمد إقبال تلك التي ترسل شكواها إلى الأرواح الأخرى التي تحس وتعاني وتتألم كألمها ... ثم لاتجد وسيلة لتخفيف المعاناة والألم سوى البوح والهتاف ... علّ هناك من يسمع ويشارك الشاكي ألمه الدخلي العميق الذي لايعرف له سببا معيَّنا ... وإنما هو ناتجٌ عن رهافة الروح.... الروح الشفافة التي تلتقط الألم وتتماهى معه حتى يصبح جزءا من وجودها وكينونتها .
لك الله أيتها الأرواح المعذَّبة التي لاتفارقها الآلام ولا تنفصل عنها المعاناة إلا حين تفر خارجة من أسر الجسد إلى عالم الروح الفسيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق