الأربعاء، 24 فبراير 2010

قلبي يحدثني بأنك متلفي




"



قلبي يحدثني يأنك متلفي

روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ


لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيهِ أسى، ومِثلي مَن يَفي

ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،
في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ


فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
يا خيبة َالمسعى إذا لمْ تسعفِ

يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ
ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي

عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا،
كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
كلفي بكمْ خلــقٌ بغيرِ تكلُّــفِ".

.................


لكم أعجبتني هذه القصيدة لإبن الفارض ولكم أحببتها كثيرا .... عذوبة كلماتها ورقة الأحاسيس المتدفقة منها قادتني إلى التفكير في هذا النوع من الحب النقي الذي يسمو بالروح ويطهرها ... الحب الذي يعطي المحب فيه محبوبه كل مايملك حتى الروح وهي أغلى مالدى الإنسان دون مطالبته بشيء ....
نوع من العشق ليس بالعادي أو المألوف ولكنه مهما كان نادرا فلعله مازال موجودا بين البشر .. حب الروح الذي يجعل العاشق يستلذ حتى بالألم وبالهجر ... أعتقد أن من يحب بهذا القدر لابد أن يكون إنسانا تسامى بإنسانيته واقترب من الملائكية ...
فحب كهذا يطهِّر النفس ويرتقي بها إلى مصاف الملائكة ...
والألم في الحب هو أقسى أنواع الألم الروحي الذي تصفو به النفس وتعلو عن مرتبة الإنسان العادي الذي يعيش من أجل إشباع حاجات الجسد الزائلة والتي لاتشبع أبدا ولاتكتفي إلا بالعجز أو الموت
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق