الأربعاء، 24 فبراير 2010

قصيدة الروح لابن سينا




( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )...صدق الله العظيم.
عالم الأرواح سر من الأسرار التي لايطلع عليها غير مالك هذه الأرواح وحده ....... ولايعلم ماخفي منها إلا هو سبحانه ....... إنه عالم عجيب غامض وبعيد عن فهم البشر .....

وللعالم والطبيب الشهير (إبن سينا) قصيدة معروفة تحدَّث فيها عن الروح رمزا وبشكل فلسفي عميق.


هذه القصيدة المسماة بالعينية اشتهرت على نطاق واسعٍ ،وأطلقت الكثير من التفسيرات والتأملات حولها ... وأيضا المعارضات الشعرية من بعض الشعراء الكبار ...


والقصيدة فيها إشارات إلى سمو الروح وعلوها ، واستكانتها لسجن الجسد مرغمة حتى إذا حانت ساعة الرحيل انطلقت سعيدة محلقة في فضاءاتها الواسعة ...

وقد وصف فيها ابن سينا الروح أو كما سماها هو "النفس "...ووتصوره لأصل هذه النفس في امور ثلاث :

1. من أين جاءت النفس ( الروح )
2. علاقة النفس بالبدن
3. مصير النفس.

وتبدوالمسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما تكون قصيدته هذه هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأيه في المسائل الثلاث التي رصدها.
والقصيدة مكونة من4 أقسام. في الأبيات الأولى منها يصف هبوط الروح من عليائها إلى الجسد أوضح الإنساني،ويقول :
أنها جاءت من محل أرفع أي من مكان أعلى وأرقى وقدأتت رغما عنها وكارهة لذلك، ثم بعد وصولها تحل بالبدن وهي
كارهة... لكنها بعد ذلك تألف وجودها بالبدن، وتألف مسكنها الجديد ؛ لأنها نسيت عهودها السابقة وألفت البدن واستأنسته، ثم بعد ذلك تعود من حيث أتت وتنتهي رحلتها .و في القسم الأخير من
القصيدة يبدأ ابن سينا بالتساءل لماذا؟ ثم يجيب أنها هبطت لحكمة إلهية... هبطت وهي لا تعلم شيئا ولكنها تعود وهي عالمة بكل حقيقة ولو أنها لم تعش في هذا الجسد الأرضي إلا فترة.


وتكاد هذه القصيدة أن تكون هي الوحيدة في الشعر العربي التي تخصصت في الحديث عن الروح وسموها وترفعها .هاهي القصيدة بكل جمالها وتميزها وترفعها:



هبـطـت إليك من المحـل الأرفـع ورقـاءُ ذات تعـززٍٍ وتـمنـع

محجوبـــةعن كل مقـلةعـارفٍ وهي التي سفـرت ولم تـتبرقع

وصلت على كـرهٍ إليـك وربما كرهـت فراقـك وهي ذات تفـجٌـع

ألفـت وما سكنت، فلمَّـا واصلت ألفت مجاورة الخـراب البلـقع

وأظنَّـهـا نسيـت عهــوداً بالحـمى ومنـازلاً بفراقها لـم تـقـنـــع

حتى إذا اتصلت بهـاء هبوطهاعن ميـم مركزها بذات الأجـرع

علقت بهـا ثاءالثقيل فأصبحت بَيْنَ المَعَـالِمِ وَالطُّـلُولِ الخُـضَّـعِ

تبكـي وقد ذكرت عهوداً بالحمى بمدامــعٍ تـهمـي ولمَّا تقـلـــع

وتظـل ساجعـةً على الدِّمن التي درست بتكرار الرياح الأربـع

إذعاقهاالشرك الكثيف وصدهاقفص عن الأوج الفسيح المَرْبَع

حتى إذاقرب المسيرمن الحمى ودناالرحيل إلى الفضاءالأوسـع

سجعت وقدكُشِفَ الغطاءُفأبصرت ماليس يدركَ بالعيونِ الهجَّـع

وغـد ت مفارقة لكل مخـلّـفٍ عنهــا حليـف التُّرْبِ غير مُشَيِّــع

وبدت تُغرِّدُ فـوق ذروة شـاهـقٍ والعـلم يرفـع كل من لم يُرفـع

فلأي شيءِأُهبطت من شاهق ٍعالٍ إلى قعرالحضيض الأوضـع؟

إن كان أهبطـها الإلـهُ لحكمـةٍ طُويت على الفــذِّ اللبيـب الأروع

وهبوطها إن كان ضربــة لازبٍ لتكون ســامعــةً بما لم تسـمـع

وتعـود عالمـة بكل خـــفيَّـة في العـالميـن ، فخرقهــا لم يرقــع

وهي التي قطع الزمان طريقها حتى لقـد غربت بغيـر المطلـع

فكأنَّهـا بـرقٌ تألـَّـق بالحمـــى ثـمَّ انطــوى فكأنـَّـه لـم يلـمـــع

أنعم بردِّ جـواب مـا أنا ســائل عنــه فنـار العـلم ذات تشعشـعِ

عشق الروح





" وعشق الروح مالوش آخر ..لكن عشق الجسد فاني " ....... وفي عالم الأرواح تلتقي الأرواح وتحب بعضها البعض حبا نقيا خالصا من الشهوات والرغبات ..... حبًا يختلف عن مايعرفه عشاق المفاتن وطلاب المتعة حين يعشقون الأجساد قبل الأرواح.
ليس شرطا أن يكون المعشوق فاتنا أو ساحر الجمال .... لأن مايراه العاشق فيه لايراه البشر .... إنها الروح التي تتآلف مع روح أخرى وتلتحم بها .........
يقول ذلك المطرب بانفعال وحماس : روحي تحبك غصب عني تحبك ...
وقبله غنت المطربة المخضرمة : روحي وروحك حبايب من قبل دا العالم والله
وقبلهما ردَّد على أسماعنامطرب الجيل الماضي بصوت ونغمات تأسر القلب في تبتل وحنين : وعشق الروح مالوش آخر ........

ولاننسى ذات الصوت المخملي فيروز وهي تبوح لنا بحنينها إلى من لاتعرفه : أنا عندي حنين مابعرف لمين ....

إنه عشق الروح الذي هو أبقى وأرقى وأنقى أنواع الحب ..... قد لايعترف بذلك عشاق الجسد وطلاب المتعة العابرة من خلال علاقات يدعونها حبا ولكنها سرعان ماينطفيء الحب فيها وتعشش فيها العتمة .
وحين تعشق الروح شخصا غائبا أو حاضرا فإنها لاتطلب منه وصلا ولاتعاتبه على هجر ولاتفرض عليه أمرا أو تقيده بقيود الحب المألوفة التي يعاني منها العاشق والمعشوق في قصص الحب المألوفة ...
يكتفي عاشق الروح بأن يكون عاشقا فقط دون مطالب أو شهوات أو رغبات ..... حب نقي خالص من كل الشوائب ..
وقد تكون هناك أسباب تجعل العاشق يقنع من محبوبه بالنظر أو بالسماع أو بالمتابعة عن بعد ... حب ممنوع أو مستحيل أو غير مقبول .....
أسباب مثل أنف الشاعرالمسكين "سيرانو دي برجراك" في رواية الكاتب الفرنسي أدمون روستان .. أو قد تكون فقط الرغبة في تجربة هذا النوع من الحب والعيش مع عذاباته ومعاناته لصهر الروح وتنقيتها والإرتفاع بها عن مستوى البشر ..!
أهو أمرٌ غريب أن نحب شخصا دون أن نطمع في التواصل معه ... وماهو أكثر من مجرد التواصل ....... قد يكون ذلك غريبا على من اعتاد على التعامل بأحاسيسه البشرية ورغباته الجسدية ...... أما من سمت روحه وتعالت فوق الرغبات والشهوات العابرة فإنه يجد في هذا الحب الروحي لذة لاتعدلها لذة ..... إنه يتواصل مع من يحب بروحه .... حتى ولو لم يكن المحبوب مطلعا على عواطفه نحوه .... وهذا أصعب


أنواع الحب وأشده تعذيبا وإيلاما ... وياويل من كان محبوب روحه أمام عينيه ولايستطيع أن يبوح له بهواه لأن هناك موانع وحواجز تقوم بينه وبين هذا المحبوب .. حواجز دينية ... أخلاقية ... عرفية .... أي حواجز مانعة تحول بين المحب ومن يهوى ...
هناك نوع آخر من الحب الروحي ... وهو ذاك الذي يحب فيه المرء إنسانا لم يره ولم يعش معه .... ولايعرف حتى كيف يبدوشكلا ... إنه حب سماعي ....مثل ذاك الذي قال عنه الشاعر الكبير :
والأذن تعشق قبل العين أحيانا ...
بل ربما لايكون هناك حبٌ لشخصٍ بعينه وإنما مجرد صورة يتخيلها المحب .... أو يحس بوجودها في مكان غير محدد ....
مثل ماتغنى المطرب نفسه الذي تخيَّل حبيبا مجهولا يحبه دون أن يعرفه .... حبيبٌ خيالي يناجيه :

حبيبي باللي خيالي فيك .. ياللي حياتي حتكمل بيك
مين انت ما اعرفش ... فين انت ما اعرفــش
ما اعرفش امتى وفين حلاقيك ... حبيبي ... حبيبي

حبٌّ من هذا النوع الفريد هو وهمٌ جميل ... ولكنه يمنح العاشق الواهم مجالا يمارس فيه روحانيته ويملأ حياته بمشاعر سامية .... يعيش معها وقتا ممتعا في عالم جميل حتى ولو كان عالما من وهم .

آه ... أيتها الأرواح المتمازجة في عالم الطهر والصفاء ........ ماأجمل
ك ...!...

حديث الروح



حديث الروح للأرواح يسري

وتدركه القلوب بلا عنــــاء

هتفت به فطــار بلا جنــــــاحٍ

وشقَّ أنينه صــدر الفضــاء

ومعـــدنه ترابـــي ولــكن

جرت في لفظه لغــة السمــاء

لقد فاضت دموع العشق مني

حديثـــا كان علويَّ الـنــداء

وجــاوبت المجرة علّ طيفــا

سرى بين الكواكب في خفاء

وقال البــدر هذا قلب شـــاكٍ

يواصل شجوه عند المساء


*****

شكـواي أم نجــواي في هــذا الدجــى

ونجــــوم ليلـى حسّـدي أم عــوَّدي

أمسيت في الماضي أعيش كأنمـا

قطع الزمان طريق أمسي عن غدي

والطــير صـــادحـــةٌ على أفنائهــا

تبكي الربــا بأنينــهــا المتـــجــدِّد

قد طال تسهيدي وطـال نشيدهــا

ومدامعي كالطلِّ في الغصن النـدى

فإلى متى صمتــي كأنــي زهــرة

خرساء لم ترزق براعــة منشـــد


*****

قيثـــــــارتي مُلِئت بأنات الجوى

لا بد للمكبــوت من فيضــــانِ

صعدت الى شفتي خواطر مهجتي

ليبين عنها منطقي ولســـاني

يشكو لك اللَّــهم قلب لم يعــش

إلا لحمــدِ علاك في الأكــــوانِ

...................

إنها الروح تئنُّ بشكواها ... وتجاهر بألمها ... تتأمل ماحولها بأسىً .. إنها روح الشاعر الملهم محمد إقبال تلك التي ترسل شكواها إلى الأرواح الأخرى التي تحس وتعاني وتتألم كألمها ... ثم لاتجد وسيلة لتخفيف المعاناة والألم سوى البوح والهتاف ... علّ هناك من يسمع ويشارك الشاكي ألمه الدخلي العميق الذي لايعرف له سببا معيَّنا ... وإنما هو ناتجٌ عن رهافة الروح.... الروح الشفافة التي تلتقط الألم وتتماهى معه حتى يصبح جزءا من وجودها وكينونتها .


لك الله أيتها الأرواح المعذَّبة التي لاتفارقها الآلام ولا تنفصل عنها المعاناة إلا حين تفر خارجة من أسر الجسد إلى عالم الروح الفسيح
.

عشق بلا بداية ولانهاية



عشق أتى - قبل الوجود و عاش في الدنيا قرونا قبلنا


و تقابلت أشواقنا وتصافحت أعمارنا و تعانقت روحـانا


وتوقـدت أشواقنــا وتوهجت ومضت لتحكي سرنا وهوانا

إحدى الشاعرات المرهفات الحس امتلأ فؤادها بعشق روحاني لاحدود له فتخيلت أنه خُلق قبل أن توجد هي .... وربما يكون الأمر كذلك .. فالأرواح موجودة قبلنا وتبقى بعد فنائنـأ ...ومن يدري فقد تكون الأرواح التقت في عالمها بمن تحب وتهوى وتآلفت معه قبل أن تحط الأ{واح رحالها في الأجساد .... وتستسلم لمصيرها حيث تكون مرتبطة بالمكان الذي أوجدت فيه .... فلا يتاح لها التعرف على الأرواح التي تآلفت معها في عالم الغيب قبل الحلول في الجسد والتعود على أسره ومطالباته ونزعاته .


كم من الأرواح استطاعت أن تجد إلفها وتهنأ بالعيش معه في عالم الأحياء ...!.....
ربما تكون هناك أمور نادرة وغريبة تجمع بين الأرواح التي تحب وتألف وتشتاق وتحن إلى نصفها المفقود ..... وليس كل الأرواح ؛ فهناك أرواح تظل تبحث وتبحث ولاتجد ماتبحث عنه .... وقد يكون نصيبها أن تعود إلى عالم الخلود لتجد توأمها هناك ينتظرها ليكون التواصل الدائم الذي لاينتهي بوداع وانفصال ..... وماعلى تلك الأرواح إلا التصبٌّر والإنتظار حتى يحين موعد الرحيل عن عالم الفناء بآلامه وأحزانه ومتاعبه .


تعزية لابد منها لكل تلك الأرواح النقية الطاهرة التي تعيش دون أمل في لقاء محبوب تشتاق إليه وتحلم بوجوده معه
ا ....

الصبر جميل



مختارات من آخر قصائد الشاعر مظفر النواب :

هي كلمات لاتحتاج تعليق أو شرح أو تدليل ... فهي التعليق والشرح وكل مفردات التفسيروالتحليل :

.......................

يا قارىء كلماتي بالعرضِ

وقارىء كلماتي بالطّولْ

لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ

إنّي معترفٌ بجنونِ كلاميبالجّملةِ والتّفصيلْ

ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً بالجّرحِ

وبالتّعديلْ وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ

خذها منّي تلكَ الكلماتُ

وصدّقها من دونِ دليلْ

بعثرها في عقلكَ..

لا بأسَ إن اختلطَ الفاعلُ بالفعلِ أو المفعولْ

الفاعلُ يفعلُ

والمفعولُ به يبني ما فعلَ الفاعلُ للمجهولْ

هذا تفكيرٌ عربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ

في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا

ومآتمنا أفعالٌ تبنى للمجهولْ

خُذ مثلاً ضاعتْ منّا القدسُ

وقامتْ دولةُ إسرائيلْ من المسؤول؟

فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ

خذ مثلاً دبّاباتٌ ستٌ في بغدادَ

ونشراتُ الأخبارِ تقولْ:سقطتْ بغدادُ

من المسؤولْ؟

فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ

خُذ مثلاً في الوطنِ العربيِّ

ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ

لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ

والدّمُ أيضاً مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ

لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ

والدّمعُ وأشياءٌ أخرى

من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ


لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ

فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ

والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ

أمّا نحنُ البُسطاءُ فأفضلَ ما نفعل

أن نفرحَ حينَ يفيضُ النّيلْ

أن نحزنَ حين يغيضُ النّيلْ


أن نرقصَ في الأفراحِ ونبكي في الأتراحِ


ونؤمنَ أنَّ الأرضَ تدورُ بلا تعليلْ


والموتُ هنا مثل الفوضى

والرّيحِ يجيءُ بلا سببٍ


وبلا تعليلْ

والحربُ هنا حدثٌ ميتافيزيقي

فاعلهُ إنسانٌ مجهولْ

وضحيّتهُ أيضاً مجهولْ
هذا تفكيرٌعربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ

في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا

ومآتمنا أفعالٌ تبنى للمجهولْ

فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ عفويٌ

مثل شروقِ الشّمسِ بديهيٌ مثل التّنزيلْ

أمرٌ مفروضٌ حتميٌ

وقضاءٌ مثل قضاءِ اللهِب لا تبديلْ

فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ

وعلينا أن نصبرَ دوماً

فالصّبرُ جميلْ

......

نعم الصبر جميل ... ولكن إلى متى ..؟؟

الرضا والنور






أوقدوا الشموس .. انثروا الزهور ..

موكب العروس .. فى السما يدور ..

***

الرضا والنور .. والصبايا الحور ..والهوى يدور ..

آن للغريب .. ان يرى حماه ..

يومه القريب .. شاطىء الحياة ..

والمنى قطوف .. فى السما تطوف ..انقروا الدفوف ..

***

يا حبيب الروح .. تائه مجروح ..كله جروح ..

لائذ بالباب .. شوقه دعاه ..

والرضا رحاب .. يشمل العفاة ..

والمنى قطوف .. فى السما تطوف ..

انقروا الدفوف ..
***

طاف بالسلام .. طائف السلام .. يوقظ النيام ..

عهده الوثير .. واحة النجاة ..
أول الطريق .. وهو منتهاه ..

.والمنى قطوف .. فى السما تطوف ..

انقروا الدفوف ..
***

كلمات بسيطة .... شفافة .... مرهفة إلى أبعد الحدود .... كلمات تصوِّر عودة الروح إلى حماها وموطنها الأول كما يستشعرها الصوفي النقي ويتغنى بها .... إنها عودة الروح إلى ربها وخالقها بعد معاناة طالت أم قصرت في سجن الحياة ....


طالما أحببتٌ هذه الأغنية وأنا صغيرة حتى قبل أن أفقه المعنى العميق وراء الكلمات ... عرفت أخيرا أن مؤلفها هو طاهر أبو فاشا ... في حين شدا بها ذلك الصوت الرخيم الذي أمتع طفولتنا وصبانا ....
صوت الراحلة العظيمة صوتا وأداءا ووعيا أم كلثوم ...

إنها أغنية تسكن وعيي .. أشتاق إليها وأحن إلى سماع كلماتها ... أحببت أن أرصع بها هذا المكان واستئنس بوجودها كلما قمت بالتطواف والتجوال بين حروفي وحروفا لآخرين صففتها في هذا الفضاء الرحب ... حيث الأرواح تأتي لتلتقي وتستئنس بوجود من ترتاح لوجودهم معها ...

قد يكون بين من يحط الرحال هنا من عرفها وأحبها مثلي

قلبي يحدثني بأنك متلفي




"



قلبي يحدثني يأنك متلفي

روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ


لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيهِ أسى، ومِثلي مَن يَفي

ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،
في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ


فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
يا خيبة َالمسعى إذا لمْ تسعفِ

يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ
ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي

عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا،
كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
كلفي بكمْ خلــقٌ بغيرِ تكلُّــفِ".

.................


لكم أعجبتني هذه القصيدة لإبن الفارض ولكم أحببتها كثيرا .... عذوبة كلماتها ورقة الأحاسيس المتدفقة منها قادتني إلى التفكير في هذا النوع من الحب النقي الذي يسمو بالروح ويطهرها ... الحب الذي يعطي المحب فيه محبوبه كل مايملك حتى الروح وهي أغلى مالدى الإنسان دون مطالبته بشيء ....
نوع من العشق ليس بالعادي أو المألوف ولكنه مهما كان نادرا فلعله مازال موجودا بين البشر .. حب الروح الذي يجعل العاشق يستلذ حتى بالألم وبالهجر ... أعتقد أن من يحب بهذا القدر لابد أن يكون إنسانا تسامى بإنسانيته واقترب من الملائكية ...
فحب كهذا يطهِّر النفس ويرتقي بها إلى مصاف الملائكة ...
والألم في الحب هو أقسى أنواع الألم الروحي الذي تصفو به النفس وتعلو عن مرتبة الإنسان العادي الذي يعيش من أجل إشباع حاجات الجسد الزائلة والتي لاتشبع أبدا ولاتكتفي إلا بالعجز أو الموت
.

فقــد الأحبَّـــة





لما أناخــوا قبيل الصبح عيسهمُ ..


وحملوها وسـارت بالهـوى الإبلُ


يا حادي العيس عرّج كي أودعهم ..


يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ


ماأصعب الوداع ...! ماأقساه ...ماأشدٌّ ألمه .... !ولكنه أمرٌ لامحالة منه ....! نودع أحبتنا وقلوبنا تتمزق ...! وأرواحنا تكاد تتفتت لوعة وشجنا وشوقا..


أي فراق في العالم يهون إن كان الأمل في اللقاء موجود ... وهو موجود مادمنا ودام من نودعهم على ظهر الحياة ....


ولكن إن كان الفراق بلا أمل أو رجوع لأن من نجبهم غادرونا دون رجعة .... فذاك أقصى ماتلقاه النفس من أسى وحزن ... وأكثر مايجعل المرء يشعر بالغربة في الحياة ....


وماهي قيمة الحياة إن فقدنا الأحبة وفقدنا بفراقهم الدائم كل متعة في العيش وكل الفرح ...؟


أيها الغائبون عن العين أنتم في سويداءالقلب .... وفي حنايا الروح مسكنكم ... وسأبقى مابقي لي من العمر انتظر وأنتظر أن نلتقي ثانية بين يدي ربِّ رحيم
.

عندما يأتي المســاء






عنــدما يـأتي الْمســـاء ، ونجوم الليـل تُنْـثـر

اسألُوا لى الليلَ عن نجمي، متى نجميَ يظهر

*****

عندما تبدو النجوم في السما مثلَ اللآلى


اسألُوا ، هل من حبيبٍ عنده علمٌ بحالى

*****

كلُّ نجـمٍ راح في اللَّيـل بنجــمٍ يتنــوَّر

غيرَ قلبي فهو ما زال على الأفقِ محيَّر

*****

يا حبيبي ، لك روحي ،لك ما شئت وأكث

إنَّ روحي خير أُفْـقٍ فيه أنوارك تظــهر

*****

كلَّما وجَّهتُ عيني نحـو لَمَّاح المحيَّــا

لم أجد في الأُفْقِ نجمًا واحدًا يرنو إليَّا

*****

هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ

فأغنــِّي وحبيبـي والمنـى بين يـديَّ ...؟


...................................



الكلمات للشاعر محمد أبو الوفا ـــ والغناء لمحمد عبد الوهاب



*****

كم أبكتني هذه الأغنية في زمن مضى .... وكأنَّ المطرب كان يغنيها لي وحدي ... أو كأنه كان مكلفا بأن يغنيها بلسانه ليتحدث عن وحدتي وألمي وشعوري بالغربة .......


هي إحدى القصائد المغنَّة التي أثرت في وجداني في زمن الصبا الغض ...


ولعلَّ هناك آخرون استمعوا إليها مثلي ... في نفس الوقت أو قبل ذلك أو بعده ......من يدري .. فهناك أرواحٌ كثيرة تتشابه في هذا الوجود ... تتشارك في الإحساس بالأشياء وتتألم وتفرح وتحس بالشجن بنفس المقدار ولنفس الأسباب
.

الحبيب المجهول




حبيبي ياللي خيالي فيك ياللي حياتي حتكمل بيك


مين انت ؟..ما اعرفش.. فين انت؟.. ما اعرفش


ما اعرفش امتى وفين حلاقيك حبيبي ... حبيبي

بانده عليك والليل مشغول بين الحبايب والخلان

يطول يصبري وافضل اقول فين انت يا أملي سهران


أسمع صوتك يكلمني والدنيا ساكته

والمح نورك بيطمني وافضل اضمه بعنيَّ


يطول سهادي وافضل انادي حبيبي ... حبيبي


فين انت ياللي بتقابل افكاري قبل ما شوفك


من كتر فكري ما عش وياك أغير عليك منه واداري


حبيبي باللي خيالي فيك ياللي حياتي حتكمل بيك


مين انت ما اعرفش فين انت ما اعرفش


ما اعرفش امتى وفين حالاقيك حبيبي حبيبي


.........................




كلمات عامية بسيطة ولكنها تحمل معانِ عميقة قلَّ ماتطرق إليها أحد من الشعراء والمحبين ... تتدفق هذه المعاني بصوتٍ رخيم وحنون فتتلقاها الروح مسحورة مفتونة .....




هو الحب مهما كانت مسبباته وحالاته ... وحب الروح هو أسمى أنواع الحب وأنقاه ... أما الحب لشخص مجهول لاتراه العين ولاتعرفه ... أوعشق صورة يركبها الخيال ويضفي عليها ماشاء من الخلال والأوصاف فهو أصعب أنواع الحب حيث لاوجود للمحبوب في عالم الحقيقة ... ولكنه ساكن في روح وفكر ومشاعر المحب .... أما لماذا يحب الشخص من لاوجود له فقد يكون السبب أنه لم يجد في عالمه من هو جدير بالحب .... أو لأنه ينأى بنفسه عن خوض تجارب الغرام العادية .... أو لأن الحبيب الذي يسكن بداخله كان يوما ما شخصا قريبا منه ولكنه بعيد المنال فتحول إلى خيال معشوق ....




إنه نوعٌ من العشق الملتاع الذي لايراه الآخرون ولكنه يعبر عن نفسه من خلال وسيلة التعبير المتاحة للعاشق فهو يغرد إن استطاع التغريد ... وهو يصوِّر بالألون أو بالحروف أو بالنقش عن مايعربد في قلبه من مشاعر ومايعذَب روحه من آلام وأحزان ..... وهل يخلو أي حب من ألم ومن حزن
....!

هل الحب داء




يقول ارسطو "الحب الذي ينتهي ليس حباً حقيقياً ".


ولكن ماهو الحب الحقيقي؟... وهل هناك نوع حقيقي ونوع غير حقيقي..؟........وكيف يفرق المرء بينهما .... ؟..
هل الديمومة هي التي تميز الحب الحقيقي عن الحب المزيف ...؟... ولماذا يموت الحب في قلوب العاشقين ؟...ومالذي يجعل الحب يدوم ؟...... هل هناك وصفة أو طريقة للمحافظة على الحب ...؟... أسئلة طالما حيرت الفلاسفة والمفكرين والعشاق على مدى الحياة ....
ولعل ذلك الإهتمام بمسألة الحب جاءت بسبب أن الحب صفة بشرية مرافقة للإنسان منذ بدأ الخليقة .. أو هي عاهة ابتلي الإنسان بها أراد ذلك أم لم يرد .... ألم يقل الشاعر( ابن المعتز ) ذات مرة :


داءٌ قديم في بني آدمٍ . . . صبوةُ إنسان بإنسان


إذن فالحب في نظر البعض داءٌ ...وهو داءٌ مقدر على الإنسان أن يُبتلى به ولو مرة في العمر شاء ذلك أم أبى ... وقد يطول بلاؤه ووتتكررمعاناته حسب شخصيته وقدرته على التحمل ...أوربما لعدم وجود مناعة كافية لديه ... وربما هومجرد اختراع بلغة هذا الزمان ... اختراع من صنع البشر ... كما قال شاعر العصر الحديث :
الحب في الأرض بعضٌ من تخيلنا ... لولم نجده عليها لاخترعناه .


ولكن هل المرء يصاب بهذا الداء رغما عنه لقلة مناعته ..أو أنه يبحث عنه ويعرض نفسه له رغم معرفته بخطورته وعواقبه وآلامه ...!.... تساؤل يفرض نفسه أحيانا ... ولم نحب شخصا بعينه ونترك شخصا آخر قد يكون أفضل منه من ناحية المحاسن الجسدية أو الصفات الروحية .... البعض يقول أنها كيمياء الحب هي التي تجمع بين شخصين فتسلبهما القوة والإرادة فيصابان بداء الحب ويقعان فريسة له ....... وقد يقع أحدهما وينجو الآخر فتكون الطامة .... حيث لااستجابة ولاقبول لعواطف الشخص الآخر
..

مضناك جفاه مرقده

وهذه الرائعة الشعرية لأحمد شوقي جاءت معارضة لقصيدة من الشعر الأندلسي الجميل هي قصيدة ( ياليل الصَّبِّ متى غده )للشاعر الأندلسي أبي الحسن الحصري القيرواني... وهذه القصيدة عارضها الكثيرون ولكن قصيدة أحمد شوقي كانت الأكثر قوة وجزالة من بين تلك المعارضات ...
القصيدة اشتهرت بشكل واسع ربما لأن المطرب محمد عبد الوهاب شدا بها ، فعرفها الناس بالسماع .
كما غناها آخرون من بينهم المطربة غادة شبير .
القصيدة رائعة معنى ومبنى ...
وهي أيضا ممارسخ في وجداني منذ أعوام طويلة ... وتمازج مع تكويني الروحي ....

.........
مضناك جفاه مرقــده
وبكاه ورحَّـم عــوَّده
حيــران القلب معذَّبه
مقروح الجفن مسهَّده
***
يستهوى الوُرق تأوُّهه
ويذيب الصخر تنهُّــده
ويناجى النجم ويتعبـه
ويقيم الليل ويقعــــده
***
الحسن حلفتُ بيوسفه
والصورة أنك مفــرده
وتمنـت كلُّ مقطِّـعــةٍ
يدها لو تُبعث تشهده
***
جحدت عيناك زكىَّ دمى
أكذلك خـــدُّك يجحـــده ؟
قد عز شهودى إذ رمتا
فأشرتُ لخدك أُشــهده
***
بينى فى الحبِّ وبينك ما
لا يقـدر واش يفســـده
مابال العازل يفتـح لى
باب السلوان وأوصده
ويقول تكـاد تُجـنَّ بـه
فاقول وأوشك أعبــده
***
مولاى وروحى فى يده
قد ضيَّعهـا سلمت يده
ناقوس القلب يدقُّ له
وحنايا الاضلع معبـده
***
قسمــــًا بثنــايا لـؤلــؤه
قسم الياقـــوت منضِّــدُه
ما خنت هواك وماخطرت
سلــــوى للقـلب تُبـــرِّده

جادك الغيث إذا الغيث همى

هذه القصيدة المشهورة لشاعر أندلسي شهير لقب بـ ذي الوزارتين ،هو ( لسان الدين محمد بن
الخطيب ) يعارض فيها قصيدة (ابن سهل الأندلسي ) والتي ذكر مطلعها في نهاية قصيدته هذه ...



وتلك القصيدة المشار إليها والتي عارضها بهذه القصيدة الجميلة هي أيضا موشح جميل ولكن قصيدة ابن الخطيب فاقتها شهرة ..


ولعلَّ ما أكسب الموشح الجميل تلك النكهة المميزة هو صوت فيروز المخملي التي صدحت ببعض أبياتها .......


مطلع هذه القصيدة كان والدي رحمه الله تعالى يردده كلما خلا بنفسه وقد سمعته منه وأعجبني ... وهو ما قادني إلى عالم الموشحات الجميل .....

جــادك الغـيث إذا الغـيث هـمى ~ يــازمــــان الــوصل بالأندلس
لــم يــكن وصــلـك إلا حــلـمـــا ~ في الكـرى أو خلسة المختلس

***
إذ يقـــود الدهر أشتــات المنى ~ ننقل الخـطـو على مـا ترسم
زمـــــراً بين فــرادى وثـنـــــا ~ مثلما يدعو الحجيج الموسم
والحيــا قد جلل الروض سنـــا ~ فـثـغــور الـزهــر فيــه تبسم
***
وروى النعــمان عـن مــاء السما ~ كيف يـروي مالكِ عـن أنـس
فـكـســـاه الحسـن ثــوباً مـعـلـمــا ~ يــزدهي منـه بـأبـهى ملـبس

***
في ليــالٍ كتمت ســر الهـــوى ~ بالـدجى لـولا شـمـوس الغــرر
مــال نجـم الكأس فيها وهـوى ~ مستـقـيـم السـير سعــد الأثـــر
وطــرٌ مـا فيه مـن عـيب سوى ~ أنـــه مـــر كـلـمــح الــبــصــر
حين لـذ النــوم شيئـاً أو كـمــا ~ هـجــم الصبح هجــوم الحرس
غــارت الشهـب بنــا أو ربمــا ~ أثـَّـرت فـينــا عـيون الـنرجس
***
أي شيء لامرئ قد خلصا ~ فيكون الروض قـد مُكـِّن فـيـه
تنهب الأزهار فيه الفرصا ~ أمـنت مـن مـكـره مــا تتقـيــه
فإذا الماء تَناجى والحصـا ~ وخــلا كـل خـليــل بــأخـــيــــه
تبصر الورد غيوراً برمــا ~ يكتسي مـن غـيظـه ما يكتـسي
وتـرى الآس لبيـبـاً فهمــا ~ يســرق السمع بـــأُذنيْ فــرسِ

***
يــاأهيـل الحي مـن وادي الـغـضــا ~ وبـقــلــبي مـسـكـن أنتـم بــه
ضاق عن وجهي بكم رحب الفضا ~ لا أبـالي شـرقــه مـن غـربـه
فــأعـيدوا عـهـد أنـس قــد مـضـى ~ تعـتـقـوا عـبدكــم مـن كـربـه
واتقـــُّـوا الله وأحيـــوا مغرمــاً ~ يتلاشى نفســــاً في نفـــسِ
حبــس القلـــب عليكـم كرمــــا ~ أفترضون عفـــــاءً الحبــس

***

وبـقـلـبـي مـنـكـــم مُـقــتــــرب ~ بــأحاديث المـنى وهـــو بعـــي
قـمــرٌ أطـلـع مـنــه الـمغــرب ~ شـقـوة المضنى به وهـو سعيد
قــد تسـاوى محسن أو مـذنب ~ في هـــواه بين وعـــد ووعــيـد
أحــور المقـلة معسـول اللمى ~ جــال في النفـس مجـال النفـس
سـددَّ السَّهـم فـأصمى إذ رمى ~ بـفـــؤادي نـبـلـة الـمــفــتــرس
***
إن يكـن جـــار وخــاب الأمـل ~ فـفـؤاد الصـب بـالشـوق يذوب
فـهــو للـنفـــس حـبـيـب أول ~ ليس في الحب لمحبوب ذنوب
أمــــره مـعــتـمـل مـمـتــثـل ~ في ضـلـوع قـد بـراهـا وقـلوب
حـكـم اللـحـظ بـه واحـتـكـما ~ لـم يـراقب في ضعـاف الأنفـس
يُـنـصف المظلوم ممن ظـلما ~ ويـجـازي الـبر منهـا والمـسي
***
ما لقلبي كلما هبـت صــبـــا ~ عا ده عـيد مـن الشوق جديـــــد
جلـب الهـم لـه والوصـبــــا ~ فهو للأشجان في جهـــد جهـيد
كان في اللوح له مكتـتبــــا ~ قــولـه : إن عــــذابي لـشـديـد
لاعج في أضلعي قد أُضرما ~ فهي نار في هشيـــــم اليــبـس
لم يدع في مهجتي إلا ذمـــا ~ كـبقـــاء الصبح بعــد الغـــلس
***
سلـمي يــانفـس في حـكـم الـقـضــا ~ واعـمري الوقت برجعـى ومتاب
ودعــي ذكــــر زمـــان قـــد مضــى ~ بين عـتبى قــد تقـضت وعـتـاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى ~ مـلهـم التـوفـيق فـي أم الكـتـاب
الـكــريـم المنتهـــى والمنتمـــــى ~ أســـد السرج وبـدر المجـلـــس
يـنزل النصـــر عـليـه مـثلـمــــــا ~ ينــزِّل الـوحـــــي بروح الـقـدس

***
مصطــفى الله سـمي المصطـفى ~ الـغــني بـــالله عــن كـل أحــــد
مــن إذا مــا عـقــد العـهــد وفى ~ وإذا مــــا فـتـح الخطـب عـقـــد
مــن بني قـيـس بن سعـد وكفى ~ حيث بيت النصر مرفوع العـمد
حيث بيت النصر محـمي الحـمى ~ وجـنى الفـضل زكـي الـمغـرس
والـهــوى ظــل ظـلـيـل خـيـَّمــــا ~ والـنــَّدى هــبَّ إلى المـغــتـرس
***
هـاكهـا يـاسـبـط أنصــار الـعلا ~ والــذي إن عــثر الـدهر أقـال
غــادة ألـبسهـــا الحســن مــلا ~ تـبـهـر العـين جـــلاء وصقـال
عـارضـت لفـظــاً ومعنى وحلى ~ قـول مـن أنطقه الحب فـقـال :

((هـل درى ظبي الحمى أن قـد حمى ~ قـلب صب حـله عـن مكـنس))
((فـهــو في حـــرِّ وخـفــقِ مـثـلـمــا ~ لعـبت ريـح الصـبــــا بالقـبس
))

قصيدة وضاح



صاحبي ...

..؟ ما الذي غيركْ

ما الذي خدر الحلم في صحو عينيك

؟من لفًّ حول حدائق روحك هذا الشَرَكْ

عهدتك تطوي دروب المدينة مبتهجًا وتبث بأطرافها

عنبرك

صاحبي..

هل ستهجس بالحب - بين اتساع الحنين وضيق الميادين -

لو طوقتك خيول الدرَكْ

هل ستوقظ أنشودة الروح في غابة الخيزران الأنيقة

لو أنكرت مظهرك

صاحبي..

لا تمل الغناء

فما دمت تنهل صفو الينابيع شق بنعليك ماء البركْ


"" محمد الثبيتي
"

ياشقيق الروح من جسدي

ياشقيق الروح
موشح أندلسي بسيط ورشيق وليتني عرفت من ألَّفه ... اشتهر هذا الموشح بمن غنَّاه وليس بمن نظمه وتعب في نظمه وإخرجه بهذه الصورة البهيَّة ...

قدر الشعراء أن ينساهم الناس ويذكرون من غنى قصائدهم .........


ياشقيق الروح من جسدي ...

أهوىً بي منك أم ألـــمُ ؟

أيهـا الظبي الذي شردا ...

تركتني مقلتاك ســدى

زعمو أني أراك غـدا ...

وأظن الموت دون غدي

أين مني اليوم مازعموا ؟ ...

أدنُ شيئـاً أيها القـمر ...

كاد يمحـو نورك الخفر ...

أدلال ذاك أم حــذر؟

يانسيم الروح من بلدي...

خبِّر الأحباب كيف همُ

ارفعوا أقلامكم عنها قليلا

ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ فاستَوْفوا بها
(غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ
وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا.. وَاتركوا القُدسَ لمولاها
فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي لِكَيْ تلقى الوكيلا !

* * *
طَفَحَ الكَيْلُ وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:
نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا ..
وَعَصر ناكُمْ وَجَفَّفنا الغسيلا
إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا
واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ
لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ يا شُجعانَ سِلْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ وَبَنَوا
للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !

* * *
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !
كَلاَّ كَفى شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ أَنْ يَستقيلا
نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا !

* * *
ارحَلوا... أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ
إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَة من يَلبُدُ بالدَّربِ ليغتَال القَتيلا ؟!

* * *
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار
عِزّاً وَنُذِلُّ المستحيلا

...........

أحمد مطر

سلمت لأمتنا أيها الشاعر العظيم ......

دعاء القمة العربية

اللهم ثبتنا على كراسينا
!
وبارك لنا فيها
!
واجعلها الوارث منا
!
واجعل ثأرنا على شعبنا
!
وانصرنا على من عارضنا
!
ولا تجعل مصيبتنا في حُكمنا!
ولا تجعل راحة الشعب أكبر همنا
ولا مبلغ عِلمنا
!
ولا الانقلاب العسكري مصيرنا!
واجعل القصر الرئاسي هو دارنا ومستقرنا
!
--------------------
اللهم إنا نسألك فترة ممتدة
!
وهجمة مُرتدة
!
والصبر على المعارضة
!
والنصر على الشعب
!
ونسألك الحُسن لكن لا نسألك الخاتمة أبداً
!
اللهم ارزقنا معونة لا نسرق بعدها أبدا
!
اللهم لا تفتح أبواب خزائننا لغيرنا
!
اللهم أعطنا كلمة السر لحسابات الحكام السابقين لنا في بنوك
سويسرا
!
---------------------
اللهم وفق أمريكا لما فيه خيرنا
!
اللهم اغفر لـ (جورج بوش) فإنه لا يعلم أننا لا نعلم
!
اللهم وفقه لما فيه 99% من أصوات الناخبين
!
اللهم نجهِ من أي إعصار أو كارثة طبيعية لأننا سنلوص مع شعوبنا من
غيره
!
اللهم عليك بشعبي، أما أعدائي فأنا سأتفاوض معهم
!
---------------------
اللهم ارزقنا حب أمريكا
!
وحب من يُحب أمريكا
!
وحب ما يُقربنا إلى حب أمريكا
!
------------------
اللهم أمركني ولا تأفغني
!
اللهم برطني ولا تصوملني
!
اللهم فرنسني ولا تسودني
!
اللهم
ألمني ولا تؤلبني
!
------------------
اللهم أني أبرأ إليك من الاستعانة في حكم شعبي بأحد
!
ولا حتى بصديق، ولا برأي الجمهور
!
اللهم أني أعوذ
بك من كرسي يُخلع
!
ومن شعب لا يُقمع
!
ومن صحيفة لا تُمنع
!
ومن خطاب لا يُسمع
!
ومن مواطن لا يُخدع
!
وأعوذ بك من أن أجلس على الكرسي ثم أقوم أو أ ُقام عنه
!
-------------------------
اللهم ثبتني على الكرسي تثبيتا
!
و شتت المعارضة تشتيتا
!
ولا تبق منهم شيطاناً ولا عفريتا
آآآآآآآآمييييييييين

متى تغضب ؟؟

متى تغضب؟


متى تغضب؟ ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ..
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى.. بفأسِ القهر تُنتقض..
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت؟ أم يشتد في أعماقك المرض؟
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب أو يشكو ويعترض؟
......... ومن تخشى؟ ................
هو الله الذي يُخشى.. هو الله الذي يُحيي.. هو الله الذي يحمي..
............... وما ترمي إذا ترمي.. هو الله الذي يرمي..
وأهل الأرض كل الأرض لا والله ما ضروا ولا نفعوا.. ولا رفعوا ولا خفضوا..
فما لاقيته في الله لا تحفِل.. إذا سخطوا له ورضوا..
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى؟ عمالقةً قد انتفضوا..؟
تقول: أرى على مضضٍ.. وماذا ينفع المضضُ؟
أتنهض طفلة العامين غاضبةً.. وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟
................. متى تغضب؟ ................
رأيت هناك أهوالاً.. رأيت الدم شلالاً...........
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً.. رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضب.. فأخبرني متى تغضب؟.........
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتب؟
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكب..
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب ولم تغضب؟
فصارحني بلا خجلٍ: لأية أمة تُنسب؟...........
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى.. فلا تتعب..
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوباً..
............ فعش أرنبْ ومُت أرنبْ..
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِ..؟
.............ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِ..
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل.. ..........
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول؟..
وتغضب عند نقص الملح في الأكل
............متى تغضب؟..............
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ.. بظهر أبيه يستتر....؟
..... فما رحموا استغاثته.. ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً.. وخرّ أبوه يُحتضر.......
....... متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى تغضب..؟ متى تغضب...؟ متى تغضب....؟ متىتغضب.....؟

قولي لطيفك ينثني

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند المنام
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في العظام

** **

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الرقاد
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الفؤاد

** **

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الهجوع
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الضلوع

** **

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الهجود
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في الكبود

** **

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند الوسن
فعسى أنام فتنطفي نار تأجج في البدن

حننتُ إلى ريَّا

بين ترشيحات اجمل 100 قصيدة حب عربية تقدمت على القصائد القديمة قصيدة (حننت الى ريا)..مع ان شاعرها الصمة القشيري ليس معروفا، ولكن جمال الكلمات وعذوبة المشاعر التي تنبعث من هذه القصيدة التي رغم كلاسيكيتها فإنها عذبة ورقيقة وقد صدحت فيروز ببعض أبياتها بألحان الرحبانية بإتقان واقتدار ... وربما كان لصوت فيروز المخملي دورا في اختيار هذه القصيدة لتكون أجمل قصيدة حب عربية



حننتَ إلى ريَّا ونفسك بـاعــدت * مزارك من ريـَّا وشعباكما معـا
فما حسنٌ أن تأتيَ الأمر طائعـا * وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا
كأنك لم نـشـهـد وداع مـفارق * ولم تر شعـبي صاحبين تقطـعـا
ألا ياخليلـي اللـذين تـواصـيا * بلومي إلا أن أطـيـع وأسـمعـا
فإني وجدت اللوم لايذهب الهوى * ولكن وجدت اليأس أجدى وأنفعا
قفاودِّعا نجدا ومن حل بالحمى * وقلَّ لنجـــدِ عندنا أن يُودعـا
بنفسي تلك الأرض ماأطيب الربا * وماأحسن المصطاف والمتربعــا
وأذكر أيام الحمى ثم أنـثـنـي * على كبدي من خشيــةٍ أن تصدعا
فليست عشيــات الحمى برواجع * عليك ولكن خلِّ عينيــك تدمعـا
ولما رأيت البِشـر أعرض دوننـا *وجالت بنات الشوق في الصدرنُزعا
تلفثَّ نحو الحيِّ حتـى وجـدتـنـي * وجعت من الإصغاء ليتاً وأخـدعـا
بكت عيني اليمنى فلما زجرتهـا * عن الجهل بعدالحلم أسبلتا معا
أمـا وجــلال الله لو تذكـرينـنـي * كذكريك ما كفكفتِ للعين مدمعا
فقالت بلى والله ذكراً لو أنـه * يصب على صــمِّ الصفــا لتصدعا
لقد خفت إلا تقنع النفس بعدها * بشيء من الدنياوإن كان مقنعا
وأعذل فيهـاالنفس إذحيل دونها * وتأبى إليهـا النفس إلا تطلُّعا
سـلام على الدنيا فما هي راحة * إذا لم يكن شملي وشملكما معا
ولا مرحبـا بالربع لستتم حلوله * ولو كان مخضل الجوانب ممرعا
فمـاء بلا مرعى ومرعى بغير ما * وحيث أرى مـاء ومرعى فمسبعا
لعمري لقد نادى منادي فرقنـا * بتشتيتنا في كل واد فأسمعـا
كأنـَّا خلقنــا للنوى وكأنما * حرام على الأيام أن نتجمعــا

ألا ياصبا نجد

وهذه القصيدة للشاعر عبدالله ابن عبيدالله الخثعمي... ويسمى عبدالله ابن الدمينة نسبة إلى أمه ...وهو شاعر أموي معروف وكان شاعرا حسن المنظر ورغم ذلك فقد خانته زوجته(حمأة ) مع شاعر آخر فقتلهمامعا وفر هاربا




ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد


لقد زادني مسراك وجداً على وجد


أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى


على فنن غض النبات من الرند


بكيت كما يبكي الحزين صبابه


وذبت من الحزن المبرح والجهد


وقد زعموا أن المحب إذا دنا


يمل وأن النأي يشفي من الوجد


بكل تداوينا فلم يشف ما بنا


على أن قرب الدار خيرٌ من البعد

بأبي الشموس

القصيدة الدينارية هي قصيدة ألقاها المتنبي العظيم بين يدي سيف الدولة الحمداني فكافأه سيف الدولة على هذه القصيدة دينارا واحدا .




بأبي الشموس الجانحات غواربا** اللابسات من الحرير جلاببا
المنهبات قلوبنا وعقولنــا ** وجناتهن الناهبات الناهبا
الناعمات القاتلات المحييات ** المبديات من الدلال غرائبا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا ** فوضعن أيديهن فوق ترائبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ** من حر أنفاسي فكنت الذائبا
يا حبذا المتحملون وحبـــذا ** واد لثمت به الغزالة كاعبا
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا ** من بعد ما أنشبن في مخالبا
أوحدنني ووجدن حزناواحدا ** متناهيا فجعلنه لي صاحبا
ونصبنني غرض الرماة تصيبني ** محن أحد من السيوف مضاــا
أظمتني الدنيا فلما جئتها ** مستسقيا مطرت علي مصائبــا
وحبيت من خوص الركاب بأسود ** من دارش فغدوت أمشي راكبا
حالا متى علم ابن منصوربها ** جاءالزمان إلي منها تائبا
ملك سنان قنـاته وبنانه ** يتباريان دماوعرفا ساكبا
يستصغر الخطر الكبير لوفــده ** ويظن دجلة ليس تكفي شاربا
كرمًا فلو حدثته عن نفسه ** بعظيم ما صنعت لظنك كاذبا
سل عن شجاعته وزره مسالما ** وحذار ثمَّ حذار منه محاربا
فالموت تعرف بالصفات طباعه ** لم تلق خلقا ذاق موتاآيبا
إن تلقه لا تلق إلا قسطلا ** أو جحفلاًأو طاعناأو ضاربا
أو هارباأو طالبا و راغبا ** أو راهباأوهالكاأونادبا
وإذا نظرت إلى الجبال رأيتها ** فوق السهول عواسلاًوقواضباً
وإذا نظرت إلى السهول رأيتها** تحت الجبال فوارساوجنائبا
وعجاجة ترك الحديد سوادها ** زنجاً تبسَّـم أو قذالا شائبا
فكأنما كسي النهار بها دجى ** ليل وأطلعت الرماح كواكبا
قد عسكرت معهاالرزايا عسكرا** وتكتَّبت فيهاالرجال كتائبا
أسد فرائسها الأسود يقودها ** أسدٌ تصير لهالأسود ثعالبا
في رتبة حجب الورى عن نيلها ** وعلا فسموه عليَّالحاجبـــا
ودعوه من فرط السخاءمبذراً ** ودعوه من غصب النفوس الغاصبا
هذاالذي أفنى النضار مواهباً ** وعداه قتلاوالزمان تجاربا
ومخيِّب العذال فيماأمــَّلوا ** منه وليس يرد كفا خائبا
هذا الذي أبصرت منه حاضرا ** مثل الذي أبصرت منه غائبا
كالبدر من حيث التفت رأيته ** يهدي إلى عينيك نوراً ثاقبا
كالبحر يقذف للقريب جواهرا ** جوداويبعث للبعيد سحائبا
كالشمس في كبد السماءوضوؤها ** يغشى البلاد مشارقاومغاربا
أمهجن الكرماءوالمزري بهم ** وتروك كل كريم قوم عاتبـا
شادوامناقبهم وشدت مناقبا ** وجدت مناقبهم بهن مثالبا
لبيك غيظ الحاسدين الراتبا ** إنا لنخبر من يديك عجائبا
تدبير ذي حنك يفكر في غد ** وهجوم غر لا يخاف عواقبا
وعطاء مال لو عداه طالب ** أنفقتــه في أن تلاقي طالبا
خذ من ثناي عليك ماأسطيعه ** لاتلزمنِّي في الثناء الواجبا
فلقد دهشت لما فعلت ودونه ** مايدهش الملك الحفيظ الكاتبـا

معارضة قصيدة الروح





26 يناير, 2010
معارضة قصيدة العينية لابن سيناء
قصيدة ابن سيناء ( العينية ) وجدت صدى كبيرا لدى الشعراء وعارضها بعضهم ... وهذه قصيدة الشاعر الكبير أحمد شوقي التي عارض فيها القصيدة ...


ضمِّي قِنَاعَكِ يَا سُعاَدُ أَوِ ارْفَعِي
هَذِي المحَاسِنُ مَا خُلِقْنَ لِبُرْقُعِ
2) الضَّاحِيَاتُ الضَّاحِكَاتُ ودُونَهَا
سِتْرُ الجَلاَلِ وبُعْدُ شَأْوِ المَطْلَعِ
3) يَا دُمْيَةً لا يُسْتَزَادُ جَمَالُهَا
زِيدِيه حُسْنَ المُحْسِنِ المُتَبَرِّعِ
4) مَاذَا عَلَى سُلْطَانِهِ من وَقْفَةٍ
لِلضَّارِعِينَ وَعَطْفَةٍ لِلْخُشَّعِ
5) بَلْ مَا يَضُرُّكِ لَوْ سَمَحْتِ بِجَلْوَةٍ
إِنَّ العَرُوسَ كَثِيرَةُ المُتَطَلِّعِ
6) لَيْسَ الحِجَابُ لِمَنْ يَعِزُّ مَنَالُهُ
إِنَّ الحِجَابَ لِهَيِّنٍ لَمْ يُمْنَعِ
7) أَنْتِ الَّتِي اتَّخَذَ الجَمَالُ لِعِزِّهِ
مِنْ مَظْهَرٍ وَلِسِرِّهِ مِنْ مَوْضَعِ
8) وَهْوَ الصَّنَاعُ يَصُوغُ كُلَّ دَقِيقَةٍ
وَأَدَقَّ مِنْكِ بَنَانُهُ لَمْ تَصْنَعِ
9) لَمَسَتْكِ رَاحَتُهُ وَمَسَّكِ رُوحُهُ
فَأَتَى البَدِيعُ عَلَى مِثَالِ المُبْدِعِ
10) الله ِفي الأَحْبَارِ مِنْ مُتَهَالِكٍ
نِضْوٍ وَمَهْتُوكِ المُسُوكِ مُصَرَّعِ
11) مِنْ كُلِّ غَاوٍ فِي طَوِيَّةِ رَاشِدٍ
عَاصِي الظَّوَاهِرِ فِي سَرِيرَةِ طَيِّعِ
12) يَتَوَهَّجُونَ وَيُطْفِئُونَ كَأَنَّهُمْ
سُرُجُ بِمُعْتَرَكِ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ
13) عَلِمُوا فَضَاقَ بِهِمْ وشَقَّ طَرِيقُهُمْ
والجَاهِلُونَ عَلَى الطَّرِيقِ المَهْيَعِ
14) ذَهَبَ ابْنُ سِينَا لَمْ يَفُزْ بِكِ سَاعَةً
وَتَوَلَّتِ الحُكَمَاءُ لَمْ تَتَمَتَّعِ
15) هَذَا مَقَامُ كُلِّ عِزٍّ دُونَهُ
شَمْسُ النَّهَارِ بِمِثْلِهِ لَمْ تَطْمَعِ
16) فَمُحَمَّدٌ وَالمَسِيحُ تَرَجَّلاَ
وَتَرَجَّلَتْ شَمْسُ النَّهَارِ لِيُوشَعِ
17) مَا بَالُ أَحْمَدَ عَيَّ عَنْكِ بَيَانُهُ
بَلْ مَا لِعِيسَى لَمْ يَقُلْ أَوْ يَدَّعِ
18) وَلِسَانُ مُوسَى انْحَلَّ إِلاَّ عُقْدَةٌ
مِنْ جَانِبَيْكِ عِلاَجُهَا لَمْ يَنْجَعِ
19) لَمَّا حَلَلْتِ بِآدَمَ حَلَّ الحُبَى
وَمشَى عَلَى المَلَأِ السُّجُودِ الرُّكَّعِ
20) وَأَرَى النُّبُوُّةَ فِي ذُرَاكِ تَكَرَّمَتْ
فِي يُوسُفَ وَتَكَلَّمَتْ فِي المُرْضَعِ
21) وَسَقَتْ قُرَيْشٌ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ
بِالبَابِلِيِّ مِنَ البَيَانِ المُمْتِعِ
22) وَمَشَتْ بِمُوسَى فِي الظَّلاَمِ مُشَرَّدًا
وَحَدَتْهُ فِي قُلَلِ الجِبَالِ اللُمَّعِ
23) حَتَّى إِذَا طُوِيَتْ وَرِثْتِ خِلاَلَهَا
رُفَعَ الرَّحِيقِ وَسِرُّهُ لَمْ يُرْفَعِ
24) قَسَمَتْ مَنَازِلَكِ الحُظُوظُ فَمَنْزِلاً
أَتْرَعْنَ مِنْكِ وَمَنْزِلاً لَمْ تَتْرَعِ
25) وَخَلِيَّةٌ بِالنَّحْلِ عَمِيرَةٌ
وَخَلِيَّةٌ مَعْمُورَةٌ بِالتُبَّعِ
26) وَحَظِيرَةٌ قَدْ أُودِعَتْ غُرَرَ الدُّمَى
وَحَظِيرَةٌ مَحْرُومَةٌ لَمْ تُودَعِ
27) نَظَرَ الرَّئِيسُ إِلَى كَمَالِكِ نَظْرَةً
لَمْ تَخْلُ مِنْ بَصَرِ اللَّبِيبِ الأَرْوَعِ
28) فَرَآهُ مَنْزِلَةً تَعَرَّضُ دُونَهَا
قِصَرُ الحَيَاةِ وَحَالُ وَشْكِ المَصْرَعِ
29) لَوْلاَ كَمَالُكِ فِي الرّئِيسِ وَمِثْلِهُ
لَمْ تَحْسُنِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَتَرَعْرَعِ
30) اللهُ ثَبَّتَ أَرْضَهُ بِدَعَائِمٍ
هُمْ حَائِطُ الدُّنْيَا وَرُكْنُ المَجْمَعِ
31) لَو أَنَّ كُلَّ أَخِي يَرَاعٍ بَالِغٍ
شَأْوَ الرَّئِيسِ وَكُلَّ صَاحِبِ مِبْضَعِ
32) ذَهَبَ الكَمَالُ سُدًى وَضَاعَ مَحَلُّهُ
فِي العَالَمِ المُتَفَاوُتِ المُتَنَوِّعِ
33) يَا نَفْسُ مِثْلُ الشَّمْسِ أَنْتِ أَشِعَّةٌ
فِي عَامِرٍ وَأَشِعَّةٌ فِي بَلْقَعِ
34) فَإِذَا طَوَى اللهُ النَّهَارَ تَرَاجَعَتْ
شَتَّى الأَشِعَّةُ فَالْتَقَتْ فِي المَرْجَعِ
35) لَمَّا نُعِيتِ إِلَى المَنَازِلِ غُودِرَتْ
دَكًّا وَمِثْلُكِ فِي المَنَازِلِ مَا نُعِي
36) ضَجَّتْ عَلَيْكِ مَعَالِمًا وَمَعَاهِدًا
وَبَكَتْ فِرَاقَكِ بِالدُّمُوعِ الهُمَّعِ
37) آذَنْتِهَا بِنَوًى فَقَالَتْ لَيْتَ لَمْ
تَصِل الحِبَالَ وَلَيْتَهَا لَمْ تُقْطَعِ
38) وَرِدَاءِ جُثْمَانٍ لَبِسْتِ مُرَقَّمٍ
بِيَدِ الشَّبَابِ عَلَى المَشِيبِ مُرَقَّعِ
39)كَمْ بِنْتِ فِيهِ وَكَمْ خفِيَتْ كَأَنَّهُ
ثَوْبُ المُمَثِّلِ أَوْ ثِيَابُ المُرْفِعِ
40) أَسَئِمْتِ مِنْ دِيبَاجِهِ فَنَزَعْتِهِ
والخزُّ أَكْفَانٌ إِذَا لَمْ يُنْزَعِ
41) فَزِعَتْ وَمَا خَفِيَتْ عَلَيْهَا غَايَةٌ
لَكِنَّ مَنْ يَرِدِ القِيَامَةَ يَفْزَعِ
42) ضَرَعَتْ بِأَدْمُعِهَا إِلَيْكِ وَمَا دَرَتْ
أَنَّ السَّفِينَةَ أَقْلَعَتْ فِي الأَدْمُعِ
43) أَنْتِ الوَفِيَّةُ لاَ الذِّمَامُ لَدَيْكِ مَذْ
مُومٌ وَلاَ عَهْدُ الهَوَى بِمُضَيَّعِ
44) أَزْمَعْتِ فَانْهَلَّتْ دُمُوعُكِ رِقَّةً
وَلَو اسْتَطَعْتِ إِقَامَةً لَمْ تُزْمِعِي
45) بَانَ الأَحِبَّةُ يَوْمَ بَيْنِكِ كُلُّهُمْ
وَذَهَبْتِ بِالمَاضِي وَبِالمُتَوَقَّعِ

ولاة الأرض

هو من يبتدئ الخلق

وهم من يخلقون الخاتمات!

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات!

هو يعطينا الحياة

دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة!

شرط أن يكتب عزرائيل

إقراراً بقبض الروح

بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!

**
هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي

للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن

بتفتيش الرئات

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت

و بر فع ا لـبصـما ت

عن أمانينا

وطارت عشرات الطائرات

لاعتقال الصلوات!

**
ربنا قال

بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة

فاتقينا وعملنا الصالحات

والذين انغمسوا في الموبقات

سرقوا ميراثنا منا

ولم يبقوا منه

سوى المعتقلات!

**
طفح الليل..

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟

حين يأتي فجرنا عما قريب

يا طغاة

يتمنى خيركم

لو أنه كان حصاة

أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة.

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!لم


أحمد مطر